فصل: بقية خبر ابن مروان.

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: تاريخ ابن خلدون المسمى بـ «العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر» (نسخة منقحة)



.وفاة الأمير محمد وولاية ابنه المنذر.

ثم توفي الأمير محمد بن عبد الرحمن بن الحكم بن هشام بن عبد الرحمن الداخل في شهر صفر من سنة ثلاث وسبعين ومائتين لخمس وثلاثين سنة من إمارته وولي بعده ابنه المنذر فقتل لأول ولايته هاشم بن عبد العزيز وزير أبيه وسار في العساكر لحصار ابن حفصون فحاصره بحصن يشتر سنة أربع وسبعين وافتتح جميع قلاعه وحصونه وكان منها رية وهم مالقة وقبض على واليها من قبله عيشون فقتله ولما اشتد الحصار على ابن حفصون سأل الصلح فأجابه وأفرج عنه فنكث فرجع لحصاره وصالح ثم نكث مرتين فأقام المنذر على حصاره وهلك قريبا فانفرج عن ابن حفصون.

.وفاة المنذر وولاية أخيه عبدالله ابن الامير محمد.

ثم توفي المنذر محاصرا لابن حفصون بجبل يشتر سنة خمس وسبعين ومائتين لسنتين من إمارته فولي مكانه أخوه عبد الله ابن الأمير محمد وقفل بالعساكر إلى قرطبة وقد اضطربت نواحي الأندلس بالثوار ولما كثر الثوار قل الخراج لامتناع أهل النواحي من الأداء وكان خراج الأندلس قبله ثلثمائة ألف دينار مائة ألف منها للجيوش ومائة ألف للنفقة في النوائب وما يعرض ومائة ألف ذخيرة ووفرا فأنفقوا الوفر في تلك السنين وقل الخراج.

.أخباو الثوار وأولهم ابن مروان ببطليوس واشبونة.

قد تقدم لنا أن عبد الرحمن بن مروان انتقض على الأمير محمد بن عبد الرحمن سنة خمس وخمسين في غزاته إلى بلاد الجلالقة واجتمع إليه المولدون وصار إلى تخم ووصل يده بأذفونش ملك الجلالقة فعرف لذلك بالجليقي وذكرنا كيف سار إليه هاشم بن عبد العزيز سنة ثلاث وستين في عساكر الأندلس فهزمه ابن مروان وأسره ثم وقع الصلح على إطلاق هاشم وأن ينزل ابن مروان بطليوس فتم ذلك سنة خمس وثلاثماية ونزل عبد الرحمن بطليوس فشيدها وترس بالدولتين ثم تغير به أذفونش وقاتله ففارق دار الحرب ونزل مدينة أنطانية بجهات ماردة فحصنها وهي خراب وملك ما إليها من بلد أليون وغيرها من بلاد الجلالقة واستضافها إلى بطليوس واستعجل له الأمير عبد الله على بطليوس وكان معه بدار الحرب سعدون السرساقي وكان من الأبطال الشجعان وكان دليلا للغزو وهو من الخارجين معه فلما نزل عبد الرحمن بطليوس انتزى سعدون ببعض الحصون ما بين قلنيرة وباجة ثم ملك قلنيرة وترس بأهل الدولتين إلى أن قتله أذفونش في بعض حروبه معه.

.ابن تاكيت بماردة.

كان محمد بن تاكيت من مصمودة وثار بناحية الثغر أيام الأمير محمد وزحف إلى ماردة وبها يومئذ جند من العرب وكتمامة فأعمل الحيلة في إخراجهم منها ونزلها هو وقومه مصمودة.

.بقية خبر ابن مروان.

ولما ملك ابن تاكيت ماردة زحفت إليه العساكر من قرطبة وجاء عبد الرحمن بن مروان من بطليوس مددا له فحاصروهم أشهرا ثم أقلعوا وكان بماردة جموع من العرب ومصمودة وكتامة فتحيل محمد بن تاكيت على العرب وكتامة وأقاربهم فأخرجهم واستقل بماردة هو وقومه وعظمت الفتنة بينه وبين عبد الرحمن بن مروان صاجب بطليوس بسبب مظاهرته عليه وحاربه فهزمه ابن مروان مرارا كانت إحداها على لقنت استلحم فيها مصمودة فقصت من جناح ابن تاكيت واستجاش بسعدون السرساقي صاحب قلنيرة فلم يغنه وعلا كعب بن مروان عليهم وتوثق أمره وطلبه ابن حفصون في الولاية فامتنع ثم هلك إثر ذلك سنة أيام الأمير عبد الله وولي ابنه عبد الرحمن بن مروان وأثخن في البرابرة المجاورين له وهلك لشهرين من ولايته فعقد الأمير عبد الله على بطليوس لأميرين من العرب ولحق من بقي من ولد عبد الرحمن بحصن شونة وكانا إثنين من أعقابه وهما مروان وعبد الله إبنا ابنه محمد وعمهما مروان ثم خرجا من حصن شونة ولحقا بآخر من أصحاب جدهما عبد الرحمن ثم اضطرب الأميران ببطليوس وتنازعا وقتل أحدهما الآخر واستقل ببطليوس ثم تسور عبد الله منها سنة ست وثماني فقتله وملك بطليوس واستفحل أمره والمعجل له الأمير عبد الله عليها ونازل حصون البرابرة حتى طاعوا له وحارب ابن تاكيت صاحب ماردة ثم اصطلحوا وأقاموا جميعا طاعة الأمير عبد الله ثم تحاربوا فاتصلت حروبهم إلى آخر دولته.